العمر : 29المشاركات : 2330مزاجي : نشــاط العضـو : 25000تاريخ العقد : 18/02/2009
موضوع: إسبانيا تحجّم ألمانيا وتدوّن تاريخاً جديداً الخميس يوليو 08, 2010 5:27 am
حجز المنتخب الإسباني، بطل أوروبا، مقعده في المباراة النهائية للمرة الأولى في تاريخه بعد فوزه المستحق على ألمانيا 1-0 في اللقاء الذي جرى على ملعب "دوربان" ضمن إطار نصف نهائي كأس العالم لكرة القدم 2010 الجارية حالياً في جنوب أفريقيا.
سجل هدف المباراة الوحيد كارليس بويول في الدقيقة 73 بكرة رأسية رائعة.
وضربت إسبانيا موعداً في النهائي مع منتخب هولندا الأحد المقبل على ملعب "سوكر سيتي" في جوهانسبورغ حيث سيتوج منتخب جديد باللقب المرموق لأول مرة.
أما ألمانيا فتلعب مع أوروغواي السبت على المركزين الثالث والرابع، علماً أنها حلت ثالثة في مونديال 2006 على أرضها وثانية في مونديال 2002.
وفشلت ألمانيا في الثأر من إسبانيا بعد خسارتها أمامها في نهائي أمم أوروبا 2008، كما أنها تلقت خسارتها الأولى أمام "لا روخا" في نهائيات كأس العالم بعد فوزين وتعادل في ثلاث مواجهات سابقة.
عموماً دمغ الإسبان اللقاء بطابعهم الخاص وكشفوا عن الوجه الذي عرفهم العالم فيه في أمم أوروبا 2008، فحجّموا الألمان أداء واستحقوا النتيجة فعلاً، فيما بدت ألمانيا ظلاً للمنتخب الذي دمّر إنكلترا والأرجنتين، فكان أداؤها دفاعياً وشبه عاجز عن خلق الفرص هجومياً.
المواجهات السابقة
سبق وأن تواجه الفريقان في عشرين مباراة بين ودية ورسمية. فازت ألمانيا ثمانية مرات وإسبانيا ستة فيما آلت ستة لقاءات للتعادل، وقد سجل الألمان 27 هدفاً مقابل 22 لمنافسيهم.
ثلاثة لقاءات من هذه العشرين جرت ضمن نهائيات كأس العالم. فازت ألمانيا باثنين منها، الأول عام 1966 بنتيجة 2-1 في مرحلة المجموعات، والثاني عام 1982 بنفس النتيجة إنما في الدور الثاني، أما اللقاء الثالث فانتهى بالتعادل 1-1 ضمن مرحلة المجموعات لمونديال 1994.
لكن أهم مواجهة جمعت الطرفان كانت في نهائي أمم أوروبا 2008 وقد آلت الموقعة للإسبان بنتيجة 1-0 بهدف سجله فيرناندو توريس.
التكتيك والتعديلات
إسبانيا
استهل فيسنتي دل بوسكي المباراة بخطة مغايرة لمباراة دور الربع النهائي مع باراغواي وتعديل واحد، إذ لعب بتشكيل 4-2-3-1 دافعاً بـ"بيدرو" كأساسي مكان فيرناندو توريس غير الموفق منذ بداية المونديال.
انسحب هذا التبديل على التوزيع التكتيكي للاعبين، إذ ترك دافيد فيا مركزه كمهاجم متأخر على الجهة اليسرى ولعب كرأس حربة مكان توريس في حين تولى بدرو مهمة الاختراق.
ولعب اندريس انيستا وتشافي هيرنانديز في مركزيهما في الوسط، فلعب الأول بين منتصف الميدان والجهة اليسرى فيما لعب الثاني كلاعب محوري.
أما في الخطوط الخلفية فلم يجر دل بوسكي أي تعديل، فقاد رباعي خط الظهر الثنائي جيرار بيكيه وكارليس بويول إلى جانب سيرجيو راموس وخوان كابدفيلا، وأمامهم في الوسط الدفاعي لعب الثنائيان سيرجيو بوسكتش وتشابي الونسو.
ألمانيا
المدرب الألماني يواخيم لوف أجرى بدوره تعديلاً واحداً اضطرارياً فدفع بـ"بيوتر تروخوفسكي" مكان توماس مولر الموقوف لتراكم الإنذارات الصفراء دون أن يعدل على الشكل الخططي مع خطة 4-2-3-1 المعتادة.
وأسند لوف للاعب هامبورغ المهام التي كان يوكلها لمولر، رغم اختلاف قدرات اللاعبين.
فتروخوفسكي يجيد اللعب كوسط مهاجم في منتصف الميدان ويفتقر لقدرات مميزة على الجناحين وداخل المنطقة بخلاف مولر الذي يجيد صناعة الألعاب والتهديف والاختراق واللعب داخل منطقة الجزاء إن استدعى الأمر ذلك.
في باقي المراكز استلم ميروسلاف كلوزه مركز رأس الحربة ومن ورائه مسعود اوزيل ولوكاس بودولسكي إلى جانب تروخوفسكي.
وفي الخطوط الورائية، لعب سامي خضيرة إلى جانب باستيان شفانشتايغر كلاعبي وسط دفاعيين، ومن ورائهما الرباعي بير ميرتساكير وارني فريدريخ في العمق وفيلب لام وجيروم بوانتغ على الأطراف.
الشوط الأوّل
سيطرت إسبانيا على الكرة والميدان منذ انطلاق الشوط وبادرت محاولةً غزو المناطق الألمانية في ظل انحسار مفاجئ وغير اعتيادي للاعبي لوف إلى الخطوط الخلفية.
ظهر عمق الدفاع الألماني مهزوزاً وهشّ الأداء في الدقائق الأولى، فحاولت إسبانيا استغلال الموقف حين لعب بدرو أمامية بينية لاقاها فيا منفردا بتصويبة من اللمسة الأولى إلا أن خروج نوير أحبط تقدماً إسبانياً أكيداً في الدقيقة 6.
تابعت إسبانيا محاولاتها وهددت مرمى نوير مجدداً في الدقيقة 14 حين عكس انيستا كرة عرضية طار لها بويول بفدائية إلا أن رأسيته ضلت طريقها وعلت العارضة.
مضى الربعان الأولان بمشهد واحد، هجوم إسباني على شكل نقلات قصيرة فيها بعض من المتعة وتراجع ألماني أفضى عن غياب شبه كلي للثلث الهجومي ولعلّ إيقاف مولر (أربعة أهداف وثلاث تمريرات حاسمة) كان له الأثر السلبي الواضح.
لكن رغم التقدم الميداني الإسباني إلا أن دفاع الـ"مانشافت" كان منظماً وموَّل وسطه البطيء بأكثر من كرة مرتدة استطاع تروخوفسكي في إحداها إيجاد المساحة اللازمة ليسدد في الدقيقة 32 يسارية أرضية من خارج المنطقة ارتمى لها كاسياس محولاً إياها لركنية لم تثمر.
نشطت ألمانيا بعد هذه الفرص لبضع دقائق ونالت عدة ركنيات أرغمت كاسياس على التحليق لأقصى ما يمكن ذائدا عن مرماه بقبضتيه، فكان حصناً صعّب على الألمان مهماتهم، ومنع أي بروز لكلوزه وبودولسكي.
هدأت المباراة بعدها حتى الدقيقة 45 حين شرعت إسبانيا بهجمة منظمة مرر فيها تشافي لبدرو الذي سدد من خارج المنطقة كرة أمسكها نوير باقتدار على وقع صافرة الحكم فيكتور كاسي الثنائية.
الشوط الثاني
شرعت إسبانيا من حيث أنهت الشوط الأوّل، فكانت لها محاولتان خطرتان رائعتي البناء من قبل بدرو وتشافي وسيئتي التنفيذ من قبل تشابي الونسو.
ففي الدقيقة 48 فاصل ترقيص من بدرو على الميمنة أتبعه بتمرير خلفي لالونسو الذي سدد متسرعاً كرة أخطأت المرمى ثم عاد وكرر المشهد نفسه حين عالج كرة قصيرة من تشافي بتصويبة قوية مرت بمحاذاة القائم الأيسر لنوير.
أدرك لوف ثقل الحمل على بواتنغ في مركز الظهير الأيسر فسحبه وزج بـ"مارسيل يانسن" عله يخفف من وطأة الاختراقات الإسبانية والأخطاء الكثيرة التي ارتكبها اللاعب الغاني الأصل.
لم يأت التغيير على قدر آمال لوف، فشهدت الدقيقة 58 طوفاناً إسبانياً أثمر فرصتين، إذ لعب تشافي من داخل المنطقة تمريرة خلفية لفيا الذي سدد كرة أرضية صدها نوير سابحاً بصعوبة بالغة، كما عاد وسبح بنفس الهجمة لتصويبة انيستا من داخل المنطقة والتي لم تجد من يتابعها فيما المرمى خالٍ!
ومع ارتفاع التهديد على مرمى نوير وغياب الوسط الهجومي الألماني كليا، سحب لوف اللاعب تروخوفسكي الذي لم يقدم شيئاً ودفع بالشاب الواعد طوني كروس علّه ينشط صناعة الألعاب والهجوم ويخفف العبء عن لاعبي الدفاع.
أثمر تبديل المدرب لوف فرصة سريعة في الدقيقة 69 حين عكس بودولسكي عرضية متقنة قابلها كروس بتصويبة طائرة إلا أن تحليقاً من كاسياس أحبط الهجوم الألماني.
تلقت الانتفاضة الألمانية صفعة قوية في الدقيقة 73 حين حصل انيستا النشط على ركنية لعبها تشافي وقابلها بويول القادم من الخلف دون رقابة برأسية لا تصد ولا ترد. بطل أوروبا في المقدمة 1-0.
حاولت ألمانيا العودة فزجت بآخر أوراقها ماريو غوميز إلا أن الماكينات كانت خارج الخدمة كلياً فعجزت عن خلق أي تهديد جدي لا بل كادت تتلقى هدفاً ثانياً بعد تخليها عن حذرها الدفاعي لكن رعونة بدرو وأنانيته أبقتا النتيجة على حالها لتأتي صافرة الحكم الثلاثية أشد وقعاً من أزيز الفوفوزيلا على الألمان وأشبه بلحن الأبطال للإسبان.
أدار المباراة طاقم حكام مجري بقيادة فيكتور كاسي ومعاونة غابور اروس وتيبور فاموس.
"اللاعبون كانوا رائعين"
عقب المباراة، أشاد دل بوسكي بلاعبي فريقه. وقال دل بوسكي: "لا أعطي أسماء، أعتقد بأن جميع اللاعبين كانوا رائعين. لكن حذاري، تبقى أمامنا مباراة النهائي! نحن سعداء هذا المساء لكن يجب أن نرى كيف سنستعيد انفاسنا".
وأضاف "أفكر في جميع الذين عملوا كثيرا مع هذا المنتخب منذ سنوات. نعرف كرة القدم الهولندية. ستكون المباراة النهائية صعبة جدا".
في المقابل، قال لوف "أقدم تحياتي لإسبانيا. أعتقد بأنهم سيكونون أبطالا للعالم، كانوا الأفضل خلال العامين أو الأعوام الثلاثة الأخيرة".